صحفي على خط النار

صحفي على خط النار

عطية درويش


اكتشفت حبي للتصوير عام 2008، لم أدع الفرصة تفلت مني بل ركزت على تطوير موهبتي وشغفي، ورغم غلاء الكاميرات إلا أن أول كاميرا لي اشتريتها على نفقتي الخاصة، وسخرت مهنتي في سبيل وطني، ورغم أنني واجهت كثيرا من المصاعب كمصور صحفي إلا أن ذلك لم يكن عائقا أمامي، وها أنا اليوم أقطف ثمار جهودي.

أنا عطية درويش، 34 عاما، من سكان النصيرات بالمحافظة الوسطى في قطاع غزة.

كان هدفي الأول من عملي كمصور صحفي هو تسليط الضوء على الفئات المهمشة في قطاع غزة، وخاصة ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى اهتمامي بتصوير تفاصيل الحياة اليومية الغزية.

أما عن المخيم فهو حكاية أخرى، فتجد في كل شبر حكاية، ولكل حكاية صورة، واستهواني كذلك تصوير البحر، فهو يدهشني بسحره كل مرة، ويعطي دفعة إيجابية وراحة وتفاؤل للمشاهد.

درويش اثناء تغطيته لأحداث مسيرات العودة


"عندما تصبح مصورا في قطاع غزة سيصبح هنالك ضريبة عليك أن تدفعها"، كنت مقتنعا تماما بهذه الفكرة، لكن ذلك لم يردعني عن التصوير، وبالفعل، دفعت الثمن، فقد حصدت رصاصة الاحتلال عيني في مسيرات العودة عام 2018.

لم يكن ذلك صادما جدا فقد هيأت نفسي مسبقا، ولم تعق إصابتي مسيرتي المهنية، بل على العكس تماما، فزت بمسابقة محلية على مستوى فلسطين، وحصلت على 5 جوائز مختلفة، وأقمت معرض صور صحفية بالشراكة مع زميل لي، بعنوان "صحفيون على خط النار"، يعرض جزءا من مهنة الصحفيين خلال تغطيتهم لفعاليات مسيرات العودة.

ما أريد إيصاله هو أنه هنا في قطاع غزة من لا يتعب لا ينجح، هنا عليك صنع المستحيل من أجل ما تحب أن تكون عليه، هنا عليك أن تصنع الشيء من اللاشيء، عليك أن تتعب للوصول إلى هدفك، لا تجعل من نفسك فريسة سهلة للاستسلام، حوّل نقاط ضعفك إلى نقاط قوة، واجعلها نقطة انطلاق للحياة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من البدايات يُعرف النجاح