الإيمان بالعودة.. إكسير الحياة
الإيمان بالعودة.. إكسير الحياة
حسن جبر |
منذ صغري، عشقت وطني وقريتي، المغار، والصحافة، لأنها ستساعدني في الدفاع عن وطني، ومع أنني تخرجت من قسم اللغة الإنجليزية بالجامعة الإسلامية بغزة، إلا أن هذا لم يحل بيني وبين شغفي بالصحافة، بل كان هذا بمثابة مصباح أشق به دربي في عالم الصحافة.
أنا حسن جبر، صحفي فلسطيني، أعمل في جريدة الأيام منذ ستة وعشرين عاما، وما زلت.
التحقت بدورات تدريبية لكي أستطيع أن أمارس مهنة الصحافة، وبالدمج بين إتقاني اللغة الإنجليزية ومهارتي في الصحافة، استطعت أن اعمل مع جهات صحافة أجنبية، وأن أنشر قضية وطني بشكل أوسع.
فقد كان هدفي الأول والوحيد من الإعلام هو أن أخدم شعبي وقضيتي، وأن أفضح جرائم الاحتلال المستمرة ضد أبناء شعبي، ومن خلال عملي مع الصحافة الأجنبية كمترجم، عكست الصورة الحقيقية لمعاناة الفلسطينيين وظروف غزة الصعبة للعالم.
المغار هي بلدتي الأصلية، وهي حبي الأول والأخير، وأنا متمسك بإيماني بالعودة إليها يوما، وأورث حبها لأبنائي، وكصحفي فإن أكثر ما أكتب عنه هو الأمل بل اليقين بالعودة، وأنا مهتم بالكتابة عن القرى الفلسطينية المهجرة وأهلها، وكتبت قصصا صحفية كثيرة عن ذلك، آخرها لرجل عمره 100 عام من قرية بشيت، على الرغم من عمره الكبير إلا أن حب الوطن ما زال ينبع منه ويروي أحفاده.
وبسبب هذا الحب، وبسبب نشاطي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، منعني الاحتلال من السفر خارج قطاع غزة إلى خارج فلسطين أو إلى الداخل المحتل، فالاحتلال يعتبر الصحافة خطرًا عظيمًا، فهي السلطة الأقوى وبيدها أن تقلب كافة الموازين، لذلك يتعمد إيذاء الصحفيين واستهدافهم، فوجود الصحافة يعني انتشار القضية الفلسطينية ويعني أن يتضامن العالم معنا ويقف ضد الاحتلال.
ولكل الصحفيين والإعلاميين والمصورين، وللفلسطينيين كافة، دافعوا عن فلسطين بكل ما أوتيتم ولو بأقلامكم، وتشبثوا بأمل العودة وعضوا عليه بالنواجذ، فهو إكسير الحياة الذي يضمن لنا الصمود والنصر.
تعليقات
إرسال تعليق